قبل إجراء شد الوجه بالخيوط اقرأي هذا المقال!
مع التقدم في العمر تفقد البشرة مرونتها بشكل طبيعي بسبب تضاؤل إنتاج الكولاجين والإيلاستين. لهذا السبب، تبدأ البشرة بالترهل وتبدأ الخطوط الدقيقة والتجاعيد في التكون.
ولأننا نعيش في عالم مهووس بالجمال، ربما تشاهدين أثناء تصفحك على شاشة الهاتف ظهور النساء بوجوه لامعة ومصقولة تجعلكِ تقارنين وجهكِ الطبيعي بهن – لا شعورياً – وتنظرين للمرآة متمنيةً أن يكونَ وجهك أكثر شباباً ونضارة.
بالتأكيد، العناية بالبشرة أمر مهم لا يمكن تجاهله، لكنّ التجاعيد والخطوط الدقيقة والبقع الداكنة هي ردود فعل طبيعية للمؤثرات الخارجية والتقدم في العمر، ولابدّ أن تظهر في مرحلة ما مهما كان روتين العناية ببشرتك متكاملاً. كما لا ينبغي الخجل منها إلى ذلك الحد فكل تجعيدة وكل خط وكل علامة في وجهك تروي قصّة أو تضحية أو ذكرى مررتِ بها حلوة كانت أم مرّة…
الوجه المثالي الذي تشاهدينه على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي غالباً ما يظهر بعدَ الفلترة والتعديل والمكياج وتقنيات الشد وإزالة التجاعيد فضلاً عن العناية بالبشرة. ولأنّ الأنثى بطبيعتها تحبّ أن تظهرَ شابّة دائماً، ظهرت العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعدكِ في شدّ الوجه وتخفيف الخطوط الدقيقة والتجاعيد بلا جراحة مثل: تقنية شد الوجه بالخيوط.
في هذا المقال سنساعدكِ في التعرف على تقنية شد الوجه بالخيوط، استخداماتها، ما يميزها عن عمليات شد الوجه الجراحية، بعض التحذيرات قبل الخضوع لإجراء شد الوجه، وأخيراً الآثار الجانبية المحتملة والمضاعفات.
ما هي تقنية شد الوجه بالخيوط وكيف تعمل؟
شد الوجه بالخيوط ( Facial Thread lift) هو إجراء تجميلي طفيف التوغّل لشد البشرة وتقليل ظهور التجاعيد، وهو بديل آمن لعمليات شدّ الوجه الجراحية. يقوم الطبيب بإدخال إبرة رفيعة أو كانيولا – أنبوب صغير – في الجلد وإدخال خيوط طبية قابلة للامتصاص من خلالها، ثم شد البشرة لأعلى أو للخلف عن طريق سحب الخيط لأعلى لشد ونحت الوجه.
تحفز الخيوط استجابة الشفاء الطبيعية أيضاً. يستجيب الجسم للخيوط كإصابة؛ فينتج المزيد من الكولاجين في مكان الخيوط. ولأن الكولاجين هو البروتين الموجود في بشرتك وهو ما يجعلها تبدو ممتلئة ومشدودة، فإن إفراز المزيد منه يعزز شدّ البشرة ويخفف التجاعيد أو يأخر حدوثها.
بدأ استخدام خيوط الشد منذ التسعينيات، ولكن تطور المواد المستخدمة في هذا الإجراء أدى إلى زيادة انتشار وشعبية التقنية في السنوات الأخيرة.
السن المثالي لشد البشرة بالخيوط هو أواخر الثلاثينيات إلى أوائل الخمسينيات من العمر. فالشخص الذي يتمتع بصحة جيدة بشكل عام، وبدأ مؤخراً في ملاحظة علامات الشيخوخة قد يستفيد أكثر من تأثير الشد بالخيوط. بالإضافة إلى أولئك الذين لا يستطيعون إجراء عملية شد الوجه الجراحية بسبب حالتهم الصحية التي تجعل التخدير الكلي محفوفاً بالمخاطر قد يرون شد البشرة بالخيوط بديلاً أكثر أماناً.
مناطق البشرة التي يمكن استهدافها في شد الوجه بالخيوط
يستخدم الشد بالخيوط عادةً لمناطق الوجه التي تترهل وتتدلى بمرور الوقت، تشمل هذه المناطق:
- خط الفك -Jawline – والذقن المزدوجة
- خط الحاجب (تحت الحاجب)
- منطقة تحت العين
- الجبين
- الخدين
- الرقبة
كما تستخدم تقنية الشد بالخيوط لرفع وشد الثديين خاصة بعد الحمل وفقدان الكثير من الوزن.
كيف يتم إجراء شد الوجه بالخيوط في عيادة التجميل؟
قد يختلف إجراء الشد بالخيوط قليلاً بناءً على المنطقة المستهدفة بالإضافة إلى تفضيلات الطبيب. لكن عادة ما تكون التقنية الأساسية هي نفسها على النحو الآتي:
- سيطلب منكِ الاستلقاء في الغرفة التي يتم فيها إجراء عمليتك. تُمسح بشرتك بالكحول بالإضافة إلى حقن المخدر الموضعي في المنطقة المستهدفة استعداداً للعملية ولمنع الشعور بالألم أثناء الإجراء.
- تستخدم إبرة رفيعة أو كانيولا لإدخال الخيوط تحت الجلد. يمكن أن يستغرق إدخال الخيوط من 30 إلى 45 دقيقة.
- بعد إدخال الخيوط تتم إزالة الإبرة أو الكانيولا. قد تشعرين بضغط خفيف أو شد تحت جلدك.
- في غضون بضع دقائق من إخراج الإبر، يكتمل الإجراء وسيكون لكِ مطلق الحرية في العودة إلى المنزل أو العمل.
مزايا شد الوجه بالخيوط
يمكن أن يكون إجراء شد البشرة بالخيوط أفضل من عملية شد الوجه جراحياً في ما يلي:
وقت أقل للتعافي
يتطلب الشد بالخيوط وقت تعافي أقل بكثير من عملية شد الوجه الجراحية. كما يعتبر شد الوجه بالخيوط أقل توغلاً ولا يتطلب تخديراً شديداً. إذا اخترتِ إجراء عملية شد الوجه جراحياً سوف تخضعين للتخدير العام، وقد تحتاجين أيضاً إلى رعاية من الطاقم الطبي لمدة 3 أيام تقريباً بعد الجراحة.
أما إذا اخترتِ إجراء الشد بالخيط، فغالباً ما سيكون شفاء بشرتك أسهل وأسرع. يقوم الطبيب عادةً يإجراء الشد بالخيوط عندما تكونين تحت تأثير التخدير الموضعي. كما لن تحتاجي إلى أي مسكنات قوية للألم بعد الشد بالخيوط، ولن تحتاجي إلى رعاية بعد ذلك. هذا يعني أنه يمكنكِ بسهولة العودة إلى روتينكِ الطبيعي.
لا ندوب
يعتبر شد الوجه بالخيوط منخفض المخاطر وغير جراحي. هذا يعني أنه لا يوجد أي خطر من حدوث ندبات. غالباً ما يكون حدوث التندّب مصدر قلق كبير لمن يخضعن لعملية شد الوجه الجراحية.
فرصة أقل لحدوث آثار جانبية أو مضاعفات
لأن إجراء الشدّ بالخيوط أقل توغلاً ولأنه يتم بتخدير موضعي، فإنه يجنبكِ خطر الإصابة بمضاعفات التخدير العام أو أي مضاعفات أخرى قد تسببها العملية الجراحية.
أقل تكلفة
يعتبر شد البشرة بالخيوط أقل تكلفة من عمليات شد الوجه الجراحية، كونه أسهل ولا يتطلب تخديراً عاماً.
تحذيرات قبل إجراء شد الوجه بالخيوط
يجب أن تكوني على دراية ببعض التحذيرات والمعلومات عن شد الوجه بالخيوط حتى لا ترفعي سقف توقعاتك أعلى مما يجب، وهي كالآتي:
شد البشرة بالخيوط لا يناسب الجميع
الشد بالخيوط علاج فعال يعطي تغيرات ونتائج ملحوظة. وعموماً فهو يشد البشرة لبضعة ملليمترات فقط لكنه قدر كافٍ لمنحكِ نتيجة شد طبيعية وأكثر دقة من عملية شد الوجه بالكامل. لكن – للأسف – فإن إجراء الشد بالخيوط ليس علاجاً مناسباً لمن تعاني من بشرة مترهلة جداً.
نتيجة شدّ الوجه غير دائمة
ينبغي معرفة أن نتائج شد البشرة بالخيوط ليست دائمة. فقد تلاحظين أن الآثار تتلاشى بعد بضع سنوات وبهذا ستحتاجين إلى تكرار الإجراء.
هل هناك أي مخاطر أو آثار جانبية لشد الوجه بالخيوط؟
يعتبر شد البشرة بالخيوط إجراءً منخفض الخطورة سرعان ما تتعافى البشرة بعده. ولكن هناك بعض الآثار الجانبية المحتمل حدوثها بالإضافة إلى احتمالية ضئيلة جداً لحدوث بعض المضاعفات.
بعد شد البشرة بالخيوط، يمكن أن تلاحظي ظهور ما يلي:
- كدمات وتورم
- نزيف
- ألم خفيف في موقع الحقن بالخيط
مضاعفات شد الوجه بالخيوط
هناك فرصة من 15-20% لحدوث مضاعفات، لكن المضاعفات المحتملة طفيفة ويمكن تصحيحها بسهولة. تشمل المضاعفات ما يلي:
- حساسية للمواد المكوّنة للخيوط
- نزيف حاد
- تنقير واضح مكان إدخال الخيوط
- تحرّك غير مقصود لبعض الخيوط من مكانها والذي يؤدي إلى ظهور جلد متكتل أو انتفاخ
- ألم تحت الجلد نتيجة “شد” الخيط بقوة أو وضعه بطريقة غير ملائمة
- التهاب في مكان الشد
- إفرازات خضراء أو سوداء أو بنية أو حمراء في مكان الإجراء
- انتفاخ لأكثر من 48 ساعة
- صداع مستمر
- حُمى
اتصلي بطبيبك على الفور إذا لاحظتِ وجود أي مضاعفات.
ختاماً
تجد بعض النساء أن مظهر وجوههن بعد العلاج ليس كما توقعن. تأكدي من التحدث مع طبيبك قبل الخضوع لهذا العلاج؛ حتى تتمكني من معرفة النتائج المتوقعّة. واختاري دائماً طبيباً مؤهلاً ومرخصاً للقيام بالإجراء؛ لتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات غير مرغوب بها.
أخيراً، ترهل البشرة وظهور التجاعيد ردود فعل طبيعية للجسم لا مفرّ منها تصالحي معها وتأكدي دائماً أن جمالكِ يبدأ من الداخل من ثقتِك بنفسِك وروحِك الشابّة وينعكس على مظهرك وطاقاتك.